كلما ارتفعت أسعار النفط أصبح أكثر خطورة ومعرضًا للانهيار

في الآونة الأخيرة شاهدنا أسعار النفط ترتفع بشكل كبير من مستويات الـ40 دولارًا متخطية المستويات الأهم؛ وهي مستويات الـ 50 دولارًا للبرميل بالنسبة لأسعار النفط الخام الثقيل وبرينت. ومنذ ذلك الحين يحافظ النفط على ارتفاعه بشكل جيد حتى وصلت أسعار الـ Crude Oil  إلى مستويات الـ 60 دولارًا للبرميل الواحد، وهذا الأمر بالطبع ما كانت (الأوبك+) تحاول الوصول إليه في ظل العمل على خفض الإنتاج للوصول إلى مرحلة توازن الطلب مع العرض، والهروب من مشكلة تُخمة المعروض من النفط في الأسواق التي أدت إلى تهاوي أسعاره أكثر من مرة منذ أزمة 2017، ثم الأزمة الأخيرة بعد تخمة معروض النفط في ظل أزمة كوفيد 19 المعروفة بـ"كورونا". وهذا ما كان يسعى إليه المنتجون في الأصل، ولكن الأمر لم ينتهِ إلى هنا فقط، ولكننا شاهدنا أيضًا في ظل تلك الأزمات تراجعًا كبيرًا في معدل إنتاج النفط الصخري الأمريكي الذي استطاعت الولايات المتحدة أن تصل به إلى معدل إنتاج غير مسبوق؛ لتكون المنتج الأكبر في الأسواق في الآونة الأخيرة. ولكن المشكلة الكبرى التي تهدد النفط الصخري هي تكلفة استخراج البرميل؛ إذ إن متوسط تكلفة البرميل يتراوح بين 40 : 45 دولارًا للبرميل الواحد في بعض الأحيان، وهو ما جعل تلك الشركات تتوقف عن الإنتاج نتيجة لانخفاض السعر بشكل كبير وارتفاع التكلفة. 

لكن، على الجانب الآخر، المنتجين من منظمة الأوبك على سبيل المثال تتراوح تكلفة الإنتاج في بعض الأحيان 10 دولارات، وهو ما جعل هؤلاء المنتجون يستمرون في الإنتاج رغم تراجع الأسعار على النقيض تمامًا من الشركات الأخرى التي تنصب أعمالها على النفط الصخري الأمريكي مرتفع التكلفة ما يؤكد على تراجع إنتاج النفط الصخري، وهو ما دعم تراجع المعروض ومن ثم ارتفاع الأسعار، ونلاحظ في الرسم البياني التالي انخفاض منصات الحفر والتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة في المدة التي انهارت فيها الأسعار بشكل كبير من 861 منصة إلى 180 منصة في ظل الأزمة، ولكن في الآونة الأخيرة ومع تعافي الأسعار شاهدنا عودة من جديد للارتفاع حتى وصلنا إلى 300 منصة، وما تزال مرشحة للزيادة في المدة المقبلة لتعويض خسائرها التي لحقت بها وقت تهاوي الأسعار.